رسمياً ارسنال إقالة إيمري.. بسبب مخلفات الديكتاتورية ومتعة السيرك وسيناريو مانشستر
بالإعلان عن إقالة المدرب الإسباني أوناي إيمري يتساءل البعض: هل دخل آرسنال في الدوّامة ذاتها التي سقط فيها مانشستر يونايتد عقب اعتزال السير أليكس فيرغسون؟
والسؤال منطقي ويفرض نفسه، فكلا العملاقين -فيرغسون وأرسين فينغر- استمرا لما يزيد على 20 سنة في تدريب قطبي الكرة الإنجليزية (إن صح هذا الإطلاق بالنظر إلى التنافس الشرس بينهما خلال تلك الحقبة)، وقد تركا كل منهما فريقًا اعتقد جلّ المتابعين أنه يستطيع المضي قدمًا مع أفكار جديدة ومدربين عصريين.
في مانشستر بات الأمر واضحًا مع مرور الوقت، فبعد مرور 6 سنوات على اعتزال السير، وتعاقب أربعة مدربين منهم عملاقان في عالم التدريب "فان خال وجوزيه مورينيو"، ومدرب كان يتنبأ له البعض بسيرة ذاتية مختلفة وهو ديفيد مويس، وأخيرا النرويجي سولشاير، لا يبدو أن المستقبل القريب وردي، خاصة في ظل ارتفاع مستوى المنافسة في الدروي الإنجليزي الممتاز.
أما في لندن فلا نزال في مرحلة "مويس" أو المدرب الأول بعد فينغر، غير أننا نعرف سبب اختيار مويس وهو ترشيح فيرغسون نفسه، أما إيمري فقد فاز بيوروبا ليغ مع إشبيلية لكنه فشل بوضوح مع باريس سان جيرمان ولم يقدم كرة قدم ممتعة كما اعتادت أن تشاهد جماهير آرسنال، كما أن نظرة على مسيرته تظهر تحجرًا في الأفكار، ونتائج كارثية في المباريات خارج الديار على وجه الخصوص.
لماذا يصعب نجاح أي أحد؟
في خندق الديكتاتوريات -حتى الرياضية- يخلف الدكتاتور قوانين لا تصلح لغيره، وفي حالتي فينغر وفيرغسون لم يكن الأمر مقصودا لحرق المدينة بعده، بل لأن عمل المدرب -أي مدرب- مبني على الكثير من التفاصيل والأفكار، ومع مرور الوقت يصبح الأمر أشبه بتقليد لا يمكن نسيانه أو تجاوزه ما لم يكن البديل مقنعا ومبنيا على ثقة الجميع.
مع إيمري افتقد آرسنال نفسه، خسر أسلوبه المثير، وفي الوقت نفسه لم يجلب النتائج، بل ولم يلعب كرة قدم، أفكار مشوشة من الجميع، وخيارات لا يمكن فهمها، ومع الثقة المنعدمة استمر الفريق 7 مباريات دون تحقيق ولو فوز واحد بل ومع أداء لا يبشر إلى بالمزيد من الرداءة.
الآن، نحن أمام مفترق طرق: فاختيار المدرب الذي يخلف إيمري قد يكون نقطة "اللا رجعة" فالفشل هذه المرة والاضطرار إلى إقالته بعد عام مثلا سيكون تكرارا سخيفا لأخطاء المانيو.
أليغري وبوكتينيو

على الطاولة تطرح أسماء مدربين مهمين: الإيطالي ماسيمليانو أليغري الذي ساعد في فرض سطوة يوفي على الكالتشيو ونجح في قيادتهم إلى نهائي دوري الأبطال مرتين مع فريقين مختلفين (أحدهما كان عماده بيرلو وبوغبا وماركيزيو وتيفيز وفيدال وموراتا، والآخر بديبالا وهيغواين وبيانيتش وخضيرة)، لكنه بعيد عن أجواء الكرة الإنجليزية، وهو مدرب بأسلوب لن يعجب الجمهور -خاصة إن كان معتادا على اللعب الهجومي والبحث عن المتعة- بل يمكن النظر إلى أليغري على أنه أحد أهم أقطاب المدرسة الواقعية.. ويا له من تناقض عمّا كان يبحث عنه فينغر.
الاسم الآخر هو الأرجنتيني ماويسيو بوكتينيو، هذا الأخير نجح مع توتنهام في تثبيت نفسه كأحد الأندية العملاقة رغم عدم إبرام صفقات مهمة تقريبا، وبلغ نهائي الأبطال في معجزة ساهم فيها الكثير من التوفيق، لكنه يعرف الدوري الإنجليزي تماما، كما أن أسلوب لعبه مشابه لما يحب أن يشاهده أنصار آرسنال، بالإضافة إلى أنه لن يكون متطلبًا في سوق الانتقالات.
سواء كان بوكتينيو أم أليغري، فأهم ما يُمنح للنجاح هو إمهاله الوقت الكافي، تنفيذ طلباته في السوق مهما بدت غريبة أو غير منطقية، وعدم التملل من أسلوب لعب الإيطالي الذي لديه من النجاحات المدوية مع يوفي وقبلها ميلان وكالياري ما يشفع له بتقديم كرة لا تعجبك كمشاهد لكن مع قراءة الخصوم بشكل خيالي وقدرة على تغيير الأفكار وبراعة في ضرب نقاط ضعف الخصوم علماً بان ايمري ليس ناجح بالتدريب ولهاذا ارسنال يهبط بكل الدوريات وهو السبب من المدرب نامل اني ارسنال يجد مدرب ناجح ليصعدو.
كمشجع لآرسنال وبعد أن شاهدت كرة القدم التي لعبها إيمري.. ما رأيك أن تجرب الفوز في كرة القدم وتلجأ إلى السيرك حين تبحث عن المتعة؟
المصدر: يورو سبورت
المصدر: يورو سبورت