بيب غوارديولا – زين الدين زيدان.. رحلة الى القمة في عقول الصلعتين
إذا ما وضعت كتالونياً في وجه ريال مدريد، فالمواجهة ستعني أكثر من كرة القدم، فكيف إذا كانت هذه المواجهة هي بإعادة غوارديولا إلى البرنابيو في ظروف سياسية صعبة تمر بها العاصمة الكتلونية وفي ظل فترة قادمة في فبراير قد تكون انتهت فيها حظوظ مانشستر سيتي بالدوري، ما هي حظوظ كل فريق من المواجهة وكيف يُمكن أن يتم التعامل معها؟
ريال مدريد.. لأنه دوري الأبطال
13 لقباً يبدو هذا الرقم ضخماً حين تنظر إليه، لكن الأهم هي المعاناة التي يتحدث عنها غوارديولا دائماً ويملكها زيدان. في مدريد جمهور ونادٍ وقصة وتراث ولاعبين اعتادوا على الانتصارات الكُبرى، وهذا تحديداً ما ينتظر أن ينقله راموس وكروس ومودريتش ومارسيلو إلى القادمين الجدد في الفريق الملكي. ثقافة الفوز ليست كلاماً في الهواء، هي عبارة عن جمهور ضاغط، وقصة ثقة، ومعيار مهم في طريق التفوق.

غوارديولا.. لأنه ريال مدريد
واجه غوارديولا ريال مدريد 17 مرة، فاز 9 مرات وتعادل 4 وخسر 4، وفي دوري أبطال أوروبا واجه الفريق الملكي مرتين في دور خروج المغلوب، تفوق حين كان مع برشلونة وخسر المواجهة حين كان مع بايرن ميونيخ. وتلك الهزيمة 4-0 في نصف نهائي المسابقة كانت المواجهة الأخيرة لبيب أمام ريال مدريد.
غوارديولا يعرف كيف يفوز على ريال مدريد، لكن غوارديولا يعاني في دوري أبطال أوروبا، وأساس معاناته هو اختلاف هذه المسابقة عن الدوريات المحلية، حين يكفي أن تكون سيئاً مرة واحدة أو تكون بخطأ فردي واحد (الجميع يذكر لابورت) أو أن تسقط نفسياً لحظة واحدة لتكون خارج البطولة.
تعديلات غوارديولا من آرسنال إلى مدريد
كان يجب أن يخسر غوارديولا الدوري الإنكليزي كي يقتنع بضرورة التغيير، هو في العادة يميل للتغيير حين يواجه آرسنال دائماً، يحترمه أكثر مما يحترم ليفربول حتى، لكن إذا ما أراد غوارديولا أن يفوز بدوري الأبطال هذا العام، فيجب أن يقبل بالتعديل.
صحيح أن غوارديولا قد يستعيد حلول جديدة قبل الوصول إلى دور الـ 16، أهمها لابورت وساني، لكن إذا ما أراد بيب تخطي خصومه في الأبطال، فيجب أن يقبل بأن يكون أكثر براغماتية، لما لا يترك الكرة لريال مدريد ويعطي الحرية لدي بروين؟ لما لا يلعب بمحرز وبرناردو معاً؟ ولما لا يعتمد على دفاع كومباكت عند الحاجة؟ اللعبة أصبحت أسرع اليوم، وريال مدريد يتغذى على المرتدات وإذا ما أراد بيب العبور فيجب أن يوقفها.

زيدان والطرق الجديدة
كل من يشاهد ريال مدريد حتى الآن يعلم أنه ليس مُقعناً، على الرغم من تحسن المنظومة الدفاعية تدريجياً، لكنها ما تلبث أن تهتز فور تسرب الإرهاق إلى اللاعبين، فيما المنظومة الهجومية ما زالت غير واضحة وتعتمد بشكل مفرط على دور بنزيما. من المؤكد أن ريال مدريد فريق يعرف كيف يفوز، لكن أمام مانشستر سيتي لن يكون هذا كافياً، يجب على الفريق أن يعرف كيف يفوز بكل تفاصيل المباراة كي يصل إلى النتيجة. لذلك سيكون من الضروري أن يصل زيدان إلى المواجهة بفريق جاهز على المستوى التكتيكي والبدني وإلا فإن كل شوط ثانٍ سيكون كالمعاناة التي ظهرت ضد فالنسيا.
تحديات كثيرة أمام المدربين قبل الوصول إلى المواجهة المنتظرة، غوارديولا بإيجاد براغماتية جديدة وزيدان بتأمين تنظيم يبتعد عن الإصابات، فمن الصلعة التي ستلمع أكثر؟